کتاب الجفر = عـلـــم أســـرار الـحـــروف المرقم فی الاحادیث
1- وسأل رجل الحسن البصرى عن معنى " كـهـيـعـص " فقال :
لوفسرتها لك لمشيت على الماء وطرت فى الهواء .
إن هذا العلم لايمكن التصريح بكل أسراره لعدم الأفهام المستنيرة بنور الهداية المستضيئة بمشكاة اليقين .
فمن أنس منكم أيها الأخوان البررة فى نفسه الصون والعفاف .وعدم التجاهر والتفاخر بتلك الأسرار وما قد يفيضه الله عليه من روحانيتها وقدسيتها فليثابر معنا . ومن غلبته نفسه فليعرض عنا . فكلانا غنى عن أخيه حياته . ذلك عهد بينى وبينكم وذلك خير وأبقى .وأعلموا " أن من لعب وهـزل , رجع بخيبة فى الأمل "
إنه سر الله عز وجل لاينبغى أن يظهر للعامة من أهل الشهوة الحيوانية , والخطرات الشيطانية , فانه يكون لفتنتهم وهلاكهم .
فقد بلغنا عن ابن عباس رضى الله عنهما أنه
قال :
يارسول
الله أأحدث الناس بكل ما أسمع ؟
قال (ص) " نعم إلا أن تحدث بحديث لايبلغ عقول القوم ذلك الحديث , فيكون على بعضهم فتنة "
قال (ص) " نعم إلا أن تحدث بحديث لايبلغ عقول القوم ذلك الحديث , فيكون على بعضهم فتنة "
أو كما
قال (ص) ومـلـخــــص الــقـــــول - أنه
على الذين يريدون أن يتلقوا علومنا . أو يتعاملون معنا .
أن يطهروا قلوبهم من كل مكروه , فلايحقدون ولا يحسدون ولايستهزئون . وليواظبوا على أداء الصلاة فانها جماع كل خير
أن يطهروا قلوبهم من كل مكروه , فلايحقدون ولا يحسدون ولايستهزئون . وليواظبوا على أداء الصلاة فانها جماع كل خير
1- وسترون إن شاء الله
فى تلك الأسرار ما يكون عونا لكم على صلاح أموركم فى دنياكم وفى أخراكم .
2- واعلموا : إن الذين ينكرون أسرار الحروف طائفة جهلاء لم يذوقوا للعلم طعما .
2- واعلموا : إن الذين ينكرون أسرار الحروف طائفة جهلاء لم يذوقوا للعلم طعما .
3- فلا تماروهم ولا تجادلوهم وأضربوا بأقوالهم عرض
الحائط إن لم تتمكنوا من توضيح الحقيقة
لهم
4- بينوا
لهم أن سر الله فى الحروف لايدركه إلا الأصفياء الذين رضى الله عنهم ورضوا عنه . قـولـــــــــــوا
للـمـنـكــــــــرين
أو كما
قال رسول الله صلي الله عليه وعلي آله وصحبه وسلم
واعـلـمـــوا أن للحروف أسرارا ظاهرة لكل فرد من الأمة لايستطيع أحد أن ينكرها - وذلك واضح فى مثل الموعظة الحسنة من الكلام
تؤثر فى كثيرين وتبكيهم أليس ذلك من الأسرار
الظاهرة للحروف ؟
أما سمعتم كلمات مضحكة فأضحكتكم ؟ أليس ذلك من سر الحروف ؟
ألم تسمعوا كلمات التبجيل والاطراء فتحل فى قلوبكم بردا وسلاما وبالعكس كلمات السب والشتم والاهانة ؟
أليس ذلك من الأسرار الظاهرة للحروف ؟
ألم تشعروا براحة النفس وطمأنينتها عند سماع هذه الكلمات - نعيم – وفاق – مكارم أخلاق – تقوى الله ......
وهلا تنقبض نفوسكم لسماع مثل هذه الألفاظ - بؤس – شقاء – جحيم – فتنه – هلاك .......
أليس ذلك من السر المودع فى الكلمات المذكورة ؟؟
إن الكون كله معمور بالانسان ولم يوجد ذلك الانسان الشريف إلا بعقد بين الزوجين وما ذلك العقد إلا ألفاظ وكلمات من الحـروف تسمى إيجابا وقبولا - أليس هذا من أسرار الحروف ؟
أما سمعتم كلمات مضحكة فأضحكتكم ؟ أليس ذلك من سر الحروف ؟
ألم تسمعوا كلمات التبجيل والاطراء فتحل فى قلوبكم بردا وسلاما وبالعكس كلمات السب والشتم والاهانة ؟
أليس ذلك من الأسرار الظاهرة للحروف ؟
ألم تشعروا براحة النفس وطمأنينتها عند سماع هذه الكلمات - نعيم – وفاق – مكارم أخلاق – تقوى الله ......
وهلا تنقبض نفوسكم لسماع مثل هذه الألفاظ - بؤس – شقاء – جحيم – فتنه – هلاك .......
أليس ذلك من السر المودع فى الكلمات المذكورة ؟؟
إن الكون كله معمور بالانسان ولم يوجد ذلك الانسان الشريف إلا بعقد بين الزوجين وما ذلك العقد إلا ألفاظ وكلمات من الحـروف تسمى إيجابا وقبولا - أليس هذا من أسرار الحروف ؟
التى لو تأملتم
لوجدتموها جلة ظاهرة فى قوله تعالى
وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ
﴿الروم: ٢١﴾
وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ
﴿الروم: ٢١﴾
إن
الحيوانات أنفسها قد تحس فتسير للأمام وترجع الى الوراء وتقف عن السير , بألفاظ
معروفة للجميع أليس ذلك من أسرار الحروف التى عرفها جميع
الناس ؟؟
2- علم اسرار الحروف المرقم فی الانبیاء
عن هارون بن الجهم عن رجل من أصحاب أبي عبد الله (عليه السلام ) : قال : سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول أن عيسى ابن مريم(عليه السلام ) أعطي حرفين كان يعمل بهما وأعطي موسى (عليه السلام) أربعة أحرف وأعطي إبراهيم (عليه السلام) ثمانية أحرف وأعطي نوح خمسة عشر حرفا" وأعطي آدم (عليه السلام ) خمسة وعشرين حرفا" وان الله تعالى جمع ذلك كله لمحمد (صلى عليه وعلى آله) وان اسم الله الأعظم ثلاثة وسبعون حرفا"(و) أعطي محمد( صلى عليه وعلى آله) أثنين وسبعين حرفا" وحجب عنه حرف واحد ،
3-
علم اسرار الحروف المرقمه فی الائمه
الكافي ج1 ص230 باب ،
الكافي ج1 ص230 باب ،
( أعطي الأئمة (عليهم السلام) من اسم الله الأعظم)
علم الحروف عند أمير المؤمنين الأمام علي(عليه السلام ) :
علم الحروف عند أمير المؤمنين الأمام علي(عليه السلام ) :
الخصال للصدوق \ ص444
-روى عم الأمام الباقر (عليه السلام ) : انه قال : أن رسول الله (صلى الله عليه وعلى اله ) : علم عليا" ألف حرف كل حرف منها يفتح ألف حرف والإلف حرف كل حرف منها ألف حرف
-روى عم الأمام الباقر (عليه السلام ) : انه قال : أن رسول الله (صلى الله عليه وعلى اله ) : علم عليا" ألف حرف كل حرف منها يفتح ألف حرف والإلف حرف كل حرف منها ألف حرف
الخصال للصدوق \ص443
-عن الحارث بن المغيرة عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : جاء أبو بكر وعمر إلى أمير المؤمنين(عليه السلام) حين دفن فاطمة (عليه السلام) في حديث طويل قال: لهما فيه : أما ما ذكرتما أني لم أشهدكما أمر رسول الله(صلى الله عليه وعلى اله) فانه قال لا يرى عورتي احد غيرك ألا ذهب بصرة فلم أكن لأذنكما لذلك ، وأما - فانه علمني ألف حرف والألف حرف كل حرف منها يفتح ألف حرف
عن محمد
بن سالم رفعة إلى الأمام علي (عليه
السلام) قال :
قال : عثمان بن
عفان يا رسول الله ما تفسير أبجد ؟ فقال رسول الله
(صلى الله عليه وعلى آله )
: تعلموا تفسير أبجد فان فيه الأعاجيب كلها ويل لعالم جهل
تفسير
فال الامام علي (عليه السلام) : علم الحروف من العلم المخزون لا يعرفة الا العلماء الربانيون
فال الامام علي (عليه السلام) : علم الحروف من العلم المخزون لا يعرفة الا العلماء الربانيون
4- ما
هو کتاب الجفر
روى الكليني في كتابه "الكافي" (1/239-240) عن أبي
بصير قال : دخلت على أبي عبد الله- يعني جعفر الصادق رحمه الله- فسألته عما يقول
الشيعة : إن رسول الله علَّم عليًّا عليه السلام بابًا ، يفتح له من ألف باب ؟
فقال: يا أبا محمد ، علم رسول الله صلى الله عليه وسلم- عليًّا ألف باب ، يفتح من
كل باب ألف باب ...
إلى أن قال :
وإن عندنا الجفر ، وما يدريهم ما الجفر ؟
قال : قلت : وما الجفر؟
قال: وعاء من أدم فيه علم النبيين والوحيين، وعلم العلماء الذين مضوا من بني إسرائيل .
ثم سكت ساعة ، ثم قال : وإن عندنا لمصحف فاطمة عليها السلام ، وما يدريهم ما مصحف فاطمة عليها السلام ؟
قال : قلت : وما مصحف فاطمة عليها السلام ؟ قال: مصحف فيه مثل قرآنكم هذا ثلاث مرات، والله ما فيه من قرآنكم حرف واحد .
انتهى
ما هو الجفر ؟
وإن عندنا الجفر ، وما يدريهم ما الجفر ؟
قال : قلت : وما الجفر؟
قال: وعاء من أدم فيه علم النبيين والوحيين، وعلم العلماء الذين مضوا من بني إسرائيل .
ثم سكت ساعة ، ثم قال : وإن عندنا لمصحف فاطمة عليها السلام ، وما يدريهم ما مصحف فاطمة عليها السلام ؟
قال : قلت : وما مصحف فاطمة عليها السلام ؟ قال: مصحف فيه مثل قرآنكم هذا ثلاث مرات، والله ما فيه من قرآنكم حرف واحد .
انتهى
ما هو الجفر ؟
يجد الباحث بعد الإطلاع على الأحاديث
الواردة عن أهل البيت ( عليهم السَّلام ) و دراستها أن الأئمة تحدثوا عن
جِفارٍ 1 أربعة لا عن جَفْرٍ واحد 2 ، أما الجفر الأول فهو كتابٌ ، و الثلاثة
الأخرى أوعيةٌ و مخازن لمحتويات ذات قيمة علمية و معلوماتية و معنوية كبيرة ، و
هذه الجِفار هي
1. كتاب الجفر
و هو
كتابٌ أملاه رسول الله محمد ( صلَّى الله عليه و آله ) في أواخر حياته المباركة
على وصيِّه و خليفته علي بن أبي طالب ( عليه السَّلام ) و فيه علم الأولين و
الآخرين و يشتمل على علم المنايا 3و البلايا 4 و الرزايا 5 و علم ما كان و
يكون إلى يوم القيامة 6 و قد جُمعت هذه
العلوم في جلد شاة .
رَوى
سدير الصيرفي ، قال : دخلت أنا و المفضل بن عمر و أبو بصير و أبان بن تغلب على
مولانا أبي عبد الله جعفر بن محمد ( عليه السَّلام ) فرأيناه جالسا على التراب و
عليه مسح خيبري مطوق بلا جيب مقصر الكمين و هو يبكي بكاء الواله الثكلى ذات الكبد
الحري قد نال الحزن من وجنتيه و شاع التغير في عارضيه و أبلى الدموع محجريه و هو
يقول : " سيدي غيبتك نفت رقادي و ضيقت علي مهادي و أسرت مني راحة فؤادي ،
سيدي غيبتك أوصلت مصابي بفجائع الأبد و فقد الواحد بعد الواحد يفنى الجمع و العدد
فما أحس بدمعة ترقى من عيني و أنين يفتر من صدري عن دوارج الرزايا و سوالف البلايا
إلا مثل لعيني عن عوائر أعظمها و أفظعها و تراقي أشدها و أنكرها و نوائب مخلوطة
بغضبك و نوازل معجونة بسخطك " .
قال سدير : فاستطارت عقولنا وَلَهاً و تصدعت قلوبنا جزعاً عن ذلك الخطب الهائل و الحادث الغائل و ظننا أنه سمة لمكروهة قارعة ، أو حلت به من الدهر بائقة ، فقلنا لا أبكى الله يا ابن خير الورى عينيك ، من أي حادثة تستنزف دمعتك و تستمطر عبرتك ، و أية حالة حتمت عليك هذا المأتم ؟
قال : فزفر الصادق ( عليه السَّلام ) زفرة انتفخ منها جوفه و اشتد منها خوفه و قال : " ويكم إني نظرت في كتاب الجفر صبيحة هذا اليوم و هو الكتاب المشتمل على علم المنايا و البلايا و الرزايا و علم ما كان و ما يكون إلى يوم القيامة الذي خص الله تقدس اسمه به محمدا و الأئمة من بعده عليه و عليهم السلام ، و تأملت فيه مولد قائمنا و غيبته و إبطاءه و طول عمره و بلوى المؤمنين به من بعده في ذلك الزمان و تولد الشكوك في قلوبهم من طول غيبته و ارتداد أكثرهم عن دينهم و خلعهم ربقة الإسلام من أعناقهم التي قال الله تقدس ذكره وَ كُلَّ إِنسانٍ أَلْزَمْناهُ طائِرَهُ فِي عُنُقِهِ يعني الولاية فأخذتني الرقة و استولت علي الأحزان ... " 7 .
قال سدير : فاستطارت عقولنا وَلَهاً و تصدعت قلوبنا جزعاً عن ذلك الخطب الهائل و الحادث الغائل و ظننا أنه سمة لمكروهة قارعة ، أو حلت به من الدهر بائقة ، فقلنا لا أبكى الله يا ابن خير الورى عينيك ، من أي حادثة تستنزف دمعتك و تستمطر عبرتك ، و أية حالة حتمت عليك هذا المأتم ؟
قال : فزفر الصادق ( عليه السَّلام ) زفرة انتفخ منها جوفه و اشتد منها خوفه و قال : " ويكم إني نظرت في كتاب الجفر صبيحة هذا اليوم و هو الكتاب المشتمل على علم المنايا و البلايا و الرزايا و علم ما كان و ما يكون إلى يوم القيامة الذي خص الله تقدس اسمه به محمدا و الأئمة من بعده عليه و عليهم السلام ، و تأملت فيه مولد قائمنا و غيبته و إبطاءه و طول عمره و بلوى المؤمنين به من بعده في ذلك الزمان و تولد الشكوك في قلوبهم من طول غيبته و ارتداد أكثرهم عن دينهم و خلعهم ربقة الإسلام من أعناقهم التي قال الله تقدس ذكره وَ كُلَّ إِنسانٍ أَلْزَمْناهُ طائِرَهُ فِي عُنُقِهِ يعني الولاية فأخذتني الرقة و استولت علي الأحزان ... " 7 .
مصدر
كتاب الجفر
رَوى
الصَّفار عن أحمد بن محمد عن القاسم بن يحيى عن الحسن بن راشد قال : سمعت أبا
إبراهيم 8 يقول إن الله أوحى
إلى محمد ( صلى الله عليه وآله ) أنه قد فنيت أيامك و ذهبت دنياك و احتجت إلى لقاء
ربك فرفع النبي ( صلى الله عليه وآله ) يده إلى السماء و قال : " اللهم عدتك
التي وعدتني إنك لا تخلف الميعاد " .
فأوحى الله إليه أن ائت اُحداً أنت و من تثق به فأعاد الدعاء فأوحى الله إليه امض أنت و ابن عمك حتى تأتي اُحدا ثم لتصعد على ظهره فاجعل القبلة في ظهرك ثم ادع و أحس الجبل بمجيئك فإذا حسك فاعمد إلى جفرة منهن أنثى و هي تدعى الجفرة 9 تجد قرينها الطلوع و تشخب أوداجها دما و هي التي لك ، فمُر ابن عمك ليقم إليها فيذبحها و يسلخها من قبل الرقبة و يقلب داخلها فتجده مدبوغا ، و سأنزل عليك الروح و جبرئيل معه دواة و قلم و مداد ليس هو من مداد الأرض يبقى المداد و يبقى الجلد لا يأكله الأرض و لا يبليه التراب لا يزداد كل ما ينشر إلا جدة غير أنه يكون محفوظا مستورا فيأتي وحي يعلم ما كان و ما يكون إليك و تمليه على ابن عمك و ليكتب و يمد من تلك الدواة .
فمضى ( صلَّى الله عليه و آله ) حتى انتهى إلى الجبل ففعل ما أمره فصادف ما وصف له ربه ، فلما ابتدأ في سلخ الجفرة نزل جبرئيل و الروح الأمين و عدة من الملائكة لا يحصي عددهم إلا الله و من حضر ذلك المجلس ثم وضع علي ( عليه السَّلام ) الجلد بين يديه و جاء به و الدواة و المداد أخضر كهيئة البقل و أشد خضرا و أنور .
ثم نزل الوحي على محمد ( صلَّى الله عليه و آله ) و جعل يملي على علي ( عليه السَّلام ) و يكتب علي أنه يصف كل زمان و ما فيه و غمزه بالنظر و النظر و خبره بكل ما كان و ما هو كائن إلى يوم القيامة و فسَّر له أشياء لا يعلم تأويلها إلا الله و الراسخون في العلم فأخبره بالكائنين من أولياء الله من ذريته أبدا إلى يوم القيامة و أخبره بكل عدو يكون لهم في كل زمان من الأزمنة حتى فهم ذلك و كتب ثم أخبره بأمر يحدث عليه و عليهم من بعده فسأله عنها ، فقال : الصبر الصبر و أوصى الأولياء بالصبر و أوصى إلى أشياعهم بالصبر و التسليم حتى يخرج الفرج ، و أخبره بأشراط أوانه و أشراط تولده و علامات تكون في ملك بني هاشم فمن هذا الكتاب استخرجت أحاديث الملاحم كلها أو صار الوصي إذا أفضى إليه الأمر تكلم بالعجب " 10 .
فأوحى الله إليه أن ائت اُحداً أنت و من تثق به فأعاد الدعاء فأوحى الله إليه امض أنت و ابن عمك حتى تأتي اُحدا ثم لتصعد على ظهره فاجعل القبلة في ظهرك ثم ادع و أحس الجبل بمجيئك فإذا حسك فاعمد إلى جفرة منهن أنثى و هي تدعى الجفرة 9 تجد قرينها الطلوع و تشخب أوداجها دما و هي التي لك ، فمُر ابن عمك ليقم إليها فيذبحها و يسلخها من قبل الرقبة و يقلب داخلها فتجده مدبوغا ، و سأنزل عليك الروح و جبرئيل معه دواة و قلم و مداد ليس هو من مداد الأرض يبقى المداد و يبقى الجلد لا يأكله الأرض و لا يبليه التراب لا يزداد كل ما ينشر إلا جدة غير أنه يكون محفوظا مستورا فيأتي وحي يعلم ما كان و ما يكون إليك و تمليه على ابن عمك و ليكتب و يمد من تلك الدواة .
فمضى ( صلَّى الله عليه و آله ) حتى انتهى إلى الجبل ففعل ما أمره فصادف ما وصف له ربه ، فلما ابتدأ في سلخ الجفرة نزل جبرئيل و الروح الأمين و عدة من الملائكة لا يحصي عددهم إلا الله و من حضر ذلك المجلس ثم وضع علي ( عليه السَّلام ) الجلد بين يديه و جاء به و الدواة و المداد أخضر كهيئة البقل و أشد خضرا و أنور .
ثم نزل الوحي على محمد ( صلَّى الله عليه و آله ) و جعل يملي على علي ( عليه السَّلام ) و يكتب علي أنه يصف كل زمان و ما فيه و غمزه بالنظر و النظر و خبره بكل ما كان و ما هو كائن إلى يوم القيامة و فسَّر له أشياء لا يعلم تأويلها إلا الله و الراسخون في العلم فأخبره بالكائنين من أولياء الله من ذريته أبدا إلى يوم القيامة و أخبره بكل عدو يكون لهم في كل زمان من الأزمنة حتى فهم ذلك و كتب ثم أخبره بأمر يحدث عليه و عليهم من بعده فسأله عنها ، فقال : الصبر الصبر و أوصى الأولياء بالصبر و أوصى إلى أشياعهم بالصبر و التسليم حتى يخرج الفرج ، و أخبره بأشراط أوانه و أشراط تولده و علامات تكون في ملك بني هاشم فمن هذا الكتاب استخرجت أحاديث الملاحم كلها أو صار الوصي إذا أفضى إليه الأمر تكلم بالعجب " 10 .
2. الجفر
الابيض
الجفر
الأبيض و هو وعاءٌ ( جلد ماعز أو ضأن ) يحتوي على كتب مقدسة ليس من ضمنها القرآن
الكريم .
فقد رُوي عن الإمام جعفر بن محمد الصادق ( عليه السَّلام ) أنه قال : " ... و أما الجفر الأبيض فوعاء فيه توراة موسى و إنجيل عيسى و زبور داود و كتب الله الأولى ... " 11 .
و رَوى المُحَدِّث الكُليني بأسناده عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي الْعَلَاءِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السَّلام ) يَقُولُ : " إِنَّ عِنْدِي الْجَفْرَ الْأَبْيَضَ " .
قَالَ : قُلْتُ فَأَيُّ شَيْءٍ فِيهِ ؟
قَالَ : " زَبُورُ دَاوُدَ وَ تَوْرَاةُ مُوسَى وَ إِنْجِيلُ عِيسَى وَ صُحُفُ إِبْرَاهِيمَ ( عليه السَّلام ) وَ الْحَلَالُ وَ الْحَرَامُ وَ مُصْحَفُ فَاطِمَةَ ، مَا أَزْعُمُ أَنَّ فِيهِ قُرْآناً وَ فِيهِ مَا يَحْتَاجُ النَّاسُ إِلَيْنَا وَ لَا نَحْتَاجُ إِلَى أَحَدٍ حَتَّى فِيهِ الْجَلْدَةُ وَ نِصْفُ الْجَلْدَةِ وَ رُبُعُ الْجَلْدَةِ وَ أَرْشُ الْخَدْشِ " 12 .
فقد رُوي عن الإمام جعفر بن محمد الصادق ( عليه السَّلام ) أنه قال : " ... و أما الجفر الأبيض فوعاء فيه توراة موسى و إنجيل عيسى و زبور داود و كتب الله الأولى ... " 11 .
و رَوى المُحَدِّث الكُليني بأسناده عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي الْعَلَاءِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السَّلام ) يَقُولُ : " إِنَّ عِنْدِي الْجَفْرَ الْأَبْيَضَ " .
قَالَ : قُلْتُ فَأَيُّ شَيْءٍ فِيهِ ؟
قَالَ : " زَبُورُ دَاوُدَ وَ تَوْرَاةُ مُوسَى وَ إِنْجِيلُ عِيسَى وَ صُحُفُ إِبْرَاهِيمَ ( عليه السَّلام ) وَ الْحَلَالُ وَ الْحَرَامُ وَ مُصْحَفُ فَاطِمَةَ ، مَا أَزْعُمُ أَنَّ فِيهِ قُرْآناً وَ فِيهِ مَا يَحْتَاجُ النَّاسُ إِلَيْنَا وَ لَا نَحْتَاجُ إِلَى أَحَدٍ حَتَّى فِيهِ الْجَلْدَةُ وَ نِصْفُ الْجَلْدَةِ وَ رُبُعُ الْجَلْدَةِ وَ أَرْشُ الْخَدْشِ " 12 .
3. الجفر
الاحمر
الجفر
الأحمر و هو وعاء ( جلد ماعز أو ضأن ) يحتوي على السلاح ، و فيه سلاح رسول الله (
صلَّى الله عليه و آله ) .
و رَوى الشيخ المُفيد ( قدَّس الله نفسه الزَّكية ) عن أبي بصير عن الإمام جعفر بن محمد الصادق ( عليه السَّلام ) أنه قال : " ... و أما الجفر الأحمر فوعاءٌ فيه سلاح رسول الله ( صلَّى الله عليه و آله ) و لن يظهر حتى يقوم قائمنا أهل البيت ... "13 .
و رَوى الشيخ المُفيد ( قدَّس الله نفسه الزَّكية ) عن أبي بصير عن الإمام جعفر بن محمد الصادق ( عليه السَّلام ) أنه قال : " ... و أما الجفر الأحمر فوعاءٌ فيه سلاح رسول الله ( صلَّى الله عليه و آله ) و لن يظهر حتى يقوم قائمنا أهل البيت ... "13 .
4. الجفر
الكبير الجامع
الجفر
الكبير الجامع 14 : و هو جلد
ثور مدبوغ يشتمل على الجِفار الثلاثة الآنفة الذكر ، أي كتاب الجفر و الجفر الأبيض
و الأحمر و هما مضمومان إلى بعضهما ، و هذا ما يتوصل إليه الباحث بعد دراسة مجموع
الأحاديث المروية في موضوع الجفر ، و الجمع بينها بحيث تصبح منسجمة تُفسر بعضها
بعضا .
فقد رُوي عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ قَالَ : سَأَلَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السَّلام ) بَعْضُ أَصْحَابِنَا عَنِ الْجَفْرِ ؟
فَقَالَ : هُوَ جِلْدُ ثَوْرٍ مَمْلُوءٌ عِلْماً ... " 15 .
و رُوي عن علي بن سعد في حديث قال فيه : " ... و أما قوله في الجفر فإنما هو جلد ثور مذبوح كالجُراب ، فيه كتب و علم ما يحتاج الناس إليه إلى يوم القيامة من حلال و حرام إملاء رسول الله ( صلَّى الله عليه و آله ) و خطه علي ( عليه السَّلام ) بيده و فيه مصحف فاطمة ، ما فيه آية من القرآن ، و إن عندي خاتم رسول الله ( صلَّى الله عليه و آله ) و درعه و سيفه و لواءه و عندي الجفر على رغم أنف من زعم " 16 .
بعد هذه الدراسة يبدو أن الجفر الأخير و هو جلد الثور هو الوعاء الأكبر الذي يضم بقية الجِفار ، ذلك لأن الرواية الأخيرة تصرح بأن الجفر الكبير و هو جلد الثور يحتوي على ما تحتويه الجفار الثلاثة من كتاب و علم و سلاح ، فهو الجامع .
فقد رُوي عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ قَالَ : سَأَلَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السَّلام ) بَعْضُ أَصْحَابِنَا عَنِ الْجَفْرِ ؟
فَقَالَ : هُوَ جِلْدُ ثَوْرٍ مَمْلُوءٌ عِلْماً ... " 15 .
و رُوي عن علي بن سعد في حديث قال فيه : " ... و أما قوله في الجفر فإنما هو جلد ثور مذبوح كالجُراب ، فيه كتب و علم ما يحتاج الناس إليه إلى يوم القيامة من حلال و حرام إملاء رسول الله ( صلَّى الله عليه و آله ) و خطه علي ( عليه السَّلام ) بيده و فيه مصحف فاطمة ، ما فيه آية من القرآن ، و إن عندي خاتم رسول الله ( صلَّى الله عليه و آله ) و درعه و سيفه و لواءه و عندي الجفر على رغم أنف من زعم " 16 .
بعد هذه الدراسة يبدو أن الجفر الأخير و هو جلد الثور هو الوعاء الأكبر الذي يضم بقية الجِفار ، ذلك لأن الرواية الأخيرة تصرح بأن الجفر الكبير و هو جلد الثور يحتوي على ما تحتويه الجفار الثلاثة من كتاب و علم و سلاح ، فهو الجامع .
اين
هذه الجفار ؟
تَنُصُّ
الروايات بأن هذه الجفار إنما هي من مختصات أئمة أهل البيت الإثنا عشر ( عليهم
السَّلام ) و هم يتوارثونها و ينظرون فيها و يطلعون على علومها و ليس لأحد سواهم
ذلك ، فقد رَوى نُعَيْمٍ الْقَابُوسِيِّ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ 17 ( عليه
السَّلام ) أَنَّهُ قَالَ : " إِنَّ ابْنِي عَلِيّاً أَكْبَرُ وُلْدِي وَ
أَبَرُّهُمْ عِنْدِي وَ أَحَبُّهُمْ إِلَيَّ وَ هُوَ يَنْظُرُ مَعِي فِي الْجَفْرِ
وَ لَمْ يَنْظُرْ فِيهِ إِلَّا نَبِيٌّ أَوْ وَصِيُّ نَبِيٍّ18
===========================================================
1 - الجِفار : جمع جَفْر ، و الجَفْر
إستعمل في الأحاديث ـ كما ستعرف من خلال هذه الدراسة ـ في جلد الماعز أو الضأن
تارة و في جلد الثور تارة أخرى .
2 - لا بُدَّ هنا من الإشارة إلى أن هذا
الرأي هو نتيجة ما توصل إليه الباحث القدير الشيخ أكرم بركات ، و هو الرأي الصائب
و المختار لدينا ، لمزيد التفصيل يراجع كتاب : حقيقة الجفر ، للشيخ أكرم بركات ،
الطبعة الثانية ، سنة : 1420 هجرية / 1999 ميلادية ، دار الصفوة ، بيروت / لبنان .
3 - المَنيَّة : الموت ، و الجمع منايا ،
و علم المنايا هو علم الآجال .
4 -البلية و البلوى و البلاء واحد ، و الجمع
البلايا ، يراجع : مجمع البحرين : 1 / 62 ، للعلامة فخر الدين بن محمد الطريحي ،
المولود سنة : 979 هجرية بالنجف الأشرف / العراق ، و المتوفى سنة : 1087 هجرية
بالرماحية ، و المدفون بالنجف الأشرف / العراق ، الطبعة الثانية سنة : 1365 شمسية
، مكتبة المرتضوي ، طهران / إيران .
5 - الرَّزِيَّة و الرزيئة : المصيبة
العظيمة ، و الجمع رزايا .
6 -لمزيد من التفصيل يراجع : بحار الأنوار (
الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار ( عليهم السلام ) ) : 51 / 219 ، للعلامة الشيخ
محمد باقر المجلسي ، المولود باصفهان سنة : 1037 ، و المتوفى بها سنة : 1110 هجرية
، طبعة مؤسسة الوفاء ، بيروت / لبنان ، سنة : 1414 هجرية .
7 - بحار الأنوار : 51 / 219 ، نقلاً عن
إكمال الدين .
8 - أي الإمام موسى بن جعفر الكاظم (
عليه السَّلام ) سابع أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) .
9 - الجَفْرَة : الأنثى من ولد
الماعز إذا كانت بنت أربعة أشهر ، و يُسمَّى الذَّكرُ جَفْراً .
10 - بصائر الدرجات : 506 ، لمحمد بن
حسن بن فروخ الصَّفار ، المتوفى سنة : 290 هجرية بقم ، في كتابه : الطبعة الثانية
، مكتبة آية الله المرعشي النجفي ، قم / إيران .
11 -بحار الأنوار : 26 / 18 .
12 -الكافي : 1 / 240 ، للشيخ أبي جعفر محمد
بن يعقوب بن إسحاق الكُليني ، المُلَقَّب بثقة الإسلام ، المتوفى سنة : 329 هجرية
، طبعة دار الكتب الإسلامية ، سنة : 1365 هجرية / شمسية ، طهران / إيران .
13 - الإرشاد في معرفة حُجَج الله على
العباد : 2 / 186 ، للشيخ محمد بن محمد النُعمان المُلقَّب بالشيخ المُفيد ،
المولود سنة : 336 هجرية ببغداد ، و المتوفى بها سنة : 413 هجرية ، طبعة سنة :
1413 هجرية ، قم / إيران .
14 - هذه التسمية ليست موجودة في
الأحاديث ، و إنما سمينا هذا الجفر بهذه التسمية للتمييز بينه و بين الجفار الأخرى
، و لإشتمال هذا الجفر على الجفار الأخرى .
15 - الكافي : 1 / 241 .
16 - بصائر الدرجات : 156 .
17 - أي الإمام موسى بن جعفر الكاظم (
عليه السَّلام ) ، سابع أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) .
18 - الكافي : 1 / 311 .